728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    السبت، 12 ديسمبر 2015

    جيرار دوبارديو... اعتنقتُ الإسلام بعد استماعي إلى أم كلثوم




    ترجمة: كوليت مرشليان
    بعد استراحة قصيرة، يعود الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو إلى مجموعة نشاطات ملأت روزنامته للأشهر المقبلة. ومنذ ثلاثة أعوام وهو يرمي المفاجآت عبر انتقاداته اللاذعة التي يطلقها من مكان إقامته الجديد في روسيا.
    أما عرض فيلم «وادي الحب» لغيّوم نيكلو الذي شارك دوبارديو في بطولته في «مهرجان كان» الماضي، فقد أعاده إلى الواجهة، فأنهى منذ أيام تصوير دوره في فيلم جديد بعنوان «سان آمور» لبونوا دولوبين وغوستاف كيرفين. كما صوّر في نهاية الصيف المنصرم الفيلم «تور دو فرانس» لرشيد دجيداني. وحالياً يصوّر مع نيكلو أيضاً «ذو واندرينغ» حيث يؤدي دور رجل يدخل غابة ويضيع فيها، والفيلم من إنتاج سيلفيا بيالا. وبعد فترة وجيزة سيطل بدور مختار مدينة مرسيليا في مسلسل تلفزيوني من المتوقع له أن يشهد إقبالاً هائلاً. كما سيسافر في الشهر المقبل إلى المغرب ليتابع تصوير البرنامج التلفزيوني «بكل أسنانك، أقضم»... وبعد، فهو في شباط 2016 سيكون في الأرجنتين من أجل الفيلم الجديد الذي يوقّعه المخرج كريس ناهون... وما أن ينتهي من هذه المهمة يعود إلى فرنسا ليصوّر خلال أسبوعين «لا دريم تيم» كوميديا بتوقيع توماس سوريو وميدي سادون. أما مسك الختام في هذه الجولة فسيكون مع فيلم الممثلة فاني آردان من بطولتها وإخراجها الذي سيشاركها بطولته والإثنان يتكتمان على مضمون الفيلم ليبقى مفاجأة إلى حينه. وفي نيسان المقبل، يصوّر دوره في «نهر أسود» حيث سيؤدي شخصية رجل شرطة... كل هذا سينجزه «وحش السينما الفرنسية» وهو يعترف بأنه كلما عمل أكثر فهذا يعني أن أزماته النفسية في تصاعد...
    وحالياً، صدر في باريس كتاب «بريء» وقّعه دوبارديو ويحكي فيه كل مسيرته في إطار نثري حميم يتأرجح ما بين السيرة والوجدانيات. كتاب مؤثّر يحكي فيه صعوده إلى الشهرة ورؤيته الخاصة للحياة وقد اخترنا بعض المقاطع من الكتاب ننقلها إلى العربية:
    [ النص
    السينما هي هذه الأمور أيضاً...
    على السينما أن تصوّر المخاطر والسفن التي تحترق والديناميت والحجارة الحارقة التي يستخدمها الساحر. الفن، مهما كان نوعه، الحقيقي هو عكس إظهار الرقّة واللطافة في التصرّف(...) وإذا أراد الفن أن يكون مفيداً عليه أن يكون مشبعاً بالأخطار. على السينما أن تكون حقيقية، أي خطيرة.
    والممثلون الكبار هم يمثلون كل شيء ما عدا اللطافة والنعومة في التعامل وأنا لا أؤمن بالممثل الذي لا يتمتع بإحساس مرهف. وحين يكون الممثلون حقيقيون فهم على شيء من التوحّش والقسوة وأسلوبهم في التعاطي مع أي شيء غالباً ما يكون مؤلماً وعنيفاً(...) أحب أن أقتني أعمالاً فنية مع أنني لست من هواة تكديس الأعمال، ولست أنتمي إلى أي حركة معينة بل كل في ما الأمر أنني أغرم وأشعر بالشغف حيال أمور كثيرة ومتعاقبة ولا أعرف أن أشرح هذا الأمر. وبكل الأحوال، لماذا علينا أن نشرح هذه الأشياء؟ ليس مطلوباً مني مثلاً أن أفسّر لوحات أوديلون رودون أو أن أحلل لماذا تؤثر بي... أو مثلاً الرسوم بالحبر الأحمر لرودان أو منحوتات جيرمان ريشييه. أنا لست غودار.
    أحتفظ بلوحاتي دائماً إلى جانبي ولا أعلقها إطلاقاً فوق الجدران كي لا أحبسها ضمن مسافة معينة وهكذا أترك لها حرية التعبير عن كل ما تريد أن توحي به. أوضّب لوحاتي بجانب بعضها أو الواحدة أمام الأخرى ومن وقت إلى آخر أخرج إحداها، أخرج اللوحة التي تطلب مني ذلك وعندما تريد العودة إلى مكانها، تجدني أعيدها إلى المجموعة.
    [ عالم سياسي
    رجال السلطة لا يهابون شيئاً. أو ربما يهابون. الأمر الوحيد الذي يخيفهم هو الصدق. وهذا ما يعطيهم طابع الوحوش. لأنهم مجبرون على الظهور على أشكال الوحوش. وإذا رفضوا هذا الواقع لا يستطيعون الاستمرار لأنهم لن يتمكنوا من تحمّل كل ذلك. وغالباً ما يفتقد هؤلاء التناغم والانسجام في شخصياتهم.
    يكفي أن نقرأ من جديد ومن أجل فهم ذلك شكسبير أو بيتر هاندكه.
    جنون الحكم والسلطة أمران موجودان منذ الأزل(...).
    انطلاقاً من هذا، تعرف ما الذي قد أفعل به بكل دروس الأخلاق التي يطلقها رجال السلطة... ونحن لا زلنا نستمر في البحث في معاني تلك الحماقات.
    فرنسا لم نعد نتكلم عنها اليوم(...).
    هناك، من دون شك، المثاليون في فرنسا الذين قاموا بجولتهم حول العالم.
    ولكن إذا نظرنا إليهم عن قرب... نجد أن الحرية لم تعد موجودة في قاموسهم. تم الاستيلاء عليها. الناس أصبحوا في قبضة هؤلاء، يلعبون بمصائرهم وحريتهم ونعرف كل شيء عنهم. المساواة، هذا أمر لم أعد أطرحه، فهو بقي في حدود الطوباوية.
    الأخوّة، ربما لا زلت أؤمن قليلاً بها، وأظن بأنها ستستمر لأن الإنسان جيد في أعماقه وجوهره. حتى وإن ازداد حماقة كل يوم بعد يوم بسبب الفكر السياسي.
    [ الشيء الذي يجعلني أستمر في الحياة
    بوتين هو أزعر سابق، فأنا سمعته يتحدث إلى أعضاء حكومته الذين ينتمون إلى الأقليات والذين يحاولون أن يُغرقوا البلاد في الدم، فهو لا يملك لسانه في جيبه، كما يُقال. هم يخافونه وليس العكس، كما يحصل في الكثير من البلدان. وأكتشف حين أتحدث مع مواطنين هناك كم أنهم يشعرون بالفخر وبالاعتزاز بأنهم استعادوا صورتهم الإيجابية أمام البلدان الأخرى، تلك الصورة المحترمة التي فقدوها مع ذاك الأخير «الستاين« الذي كان سكيراً والذي كان يذوب أمام رؤساء الدول الآخرين، تماماً كما يحصل معي وأنا مع «السكوتر» خاصتي حين أجد نفسي أمام المسعفين في باريس.
    ويجب أن نفهم كيف أنه ومنذ البدايات كانت الأمور على هذا المنوال: في أميركا، هؤلاء الذين غزوا تلك الأرض، هؤلاء الذين قدموا من هولندا وألمانيا وإنكلترا ولم يكن مرحباً بهم قاموا بتهجير الهنود من أراضيهم وفي البدء قتلوا كل الثيران الأميركية، تلك الحيوانات التي كانت تشكّل غذاء الهنود الأول. يكفي أن نقرأ رواية جيم فرغوس الرائعة «ألف امرأة بيضاء» لنفهم كل ذلك.
    وأقسم على ذلك أيضاً أن هؤلاء المدّعين هم الذين نظموا صفوف العبيد. ويجب أن نقرأ أيضاً: «زير ويل بي بلاد» لبول توماس أندرسون لنفهم كل الجنون الذي حصل في تلك البلاد مع رجال الأعمال الذين انتقلوا إلى هناك من دون أي محاذير وكل المبشّرين المجانين أيضاً. كل تاريخ أميركا هو فضائحي على هذا المستوى. واليوم، بلغ الأميركيون مئتي عام ولا زالوا يقتلون وليسوا على استعداد لترك السلاح. يتهمونني بأنني لو مقرّب من بوتين ولكن بنظري لكنت أسوأ من ذلك تقرّبت من آل كينيدي ومحيطهم. في كل الأحوال، كل آل كينيدي قتلة وكأنهم مجرد أفراد من عصابات المافيا.
    بوش يخترع أسلحة فتّاكة ويستخدم حججاً غير صحيحة لاستعمالها ويضع العالم فوق فوهة النار ويغرقه بالدم ضارباً كل الحقوق العالمية ولا نجد أحداً قادراً على قول أي شيء إزاء ذلك(...).
    [ أشك في الحضارات
    حين وصلت إلى باريس، مارست «الياتايوغا» وفنون الراحة بالتنفس.
    ثم اعتنقت الإسلام بعد استماعي ذات يوم إلى حفل لأم كلثوم. كانت تلك الصور من القرآن الكريم التي غنّتها أم كلثوم بحساسية فائقة هي التي نقلتني إلى ذاك العالم الروحي. أجل، هذه الروحانية اكتشفتها في الإسلام. دين الإسلام هو دين يمكن أن ينتمي إليه أي إنسان، حتى الأشد فقراً. ولقد ذهبت إلى الجامع خلال سنتين كاملتين. حتى أنني كنت أصلي خمس مرات في اليوم الواحد. وأكثر من الصلاة، كنت أحب الطريقة التي نتحضّر بها ما قبل الصلاة، تلك الخطوات التي تجعلنا نعود إلى ذاتنا ونجد أنفسنا جاهزين لنسمع تنفسّنا وبالتالي قادرين على استيعاب الأمور الأعلى من جسدنا.
    بعد حين، حين قرأت يوحنا بولس الثاني حول إرشادات القديس أغوستين أحببت ذاك الإحساس لديه، ومعرفته حول الطبيعة والحياة، وأحببت الطريقة التي يتوجه فيها إلى الله، وبغضب أحياناً، الغضب الذي يولد حين لا نجد جواباً عن سؤال ما(...).
    حين تدخل إلى كنيسة كاثوليكية هنا أحياناً، تنظر إلى الموجودين داخلها، فتجد الألم على وجوه البعض منهم، وكأنهم مصلوبون. الأرثوذوكس، كلا.
    في كنائس الأرثوذوكس، هناك ما يشبه الفرح بالاجتماع بالآخر، وما يحصل في الصلاة هو اجتماع حقيقي حول إيقاع الأناشيد والصلوات البيزنطية التي تنقلك بالفعل ومن خلال الجوقات المرنّمة نحو الروحانية. هذه تفاصيل دينية جميلة.
    في الكنائس الأرثوذوكسية هناك إيمان حقيقي ولكن من دون أن نصل إلى التطرّف الذي نجده عند بعض اليهود أو عند الإسلاميين المتطرفين، فحين يصل الإيمان إلى المبالغة يسيطر على الإنسان ويصبح هذا الأخير مخيفاً.
    الخطر الحقيقي ليس في الإيمان على الإطلاق، ولم يكن إيمان الإنسان هو الخطر ولا في أي يوم من الأيام، بل الخطر الحقيقي هو حين يبدأ الانسان بكل وقاحته يشذ عن القاعدة بجهله بتأويل النصوص المقدسة بهدف وحيد، وأحياناً من دون ان يعي ذلك تماماً، وهو ان يضع نفسه مكان الله. هنا تبدأ المناورة.
    [ الباب المفتوح
    حين اشعر بالملل الجأ بسرعة الى تناول الكحول بشكل مبالغ فيه، كذلك الجأ الى الأكل بشراهة. حتى وان كان الطبق غير لذيذ، فأنا التهمه، لأعرف ربما لماذا هو ليس لذيذاً او على امل ان اكتشف لقمة طيبة في عمق الصحن. وغالباً في هذه الظروف، اي حين يقودك الضجر الى الطعام فأنت لن تجد اي طبق على ما يرام، فأنت تكون عند هذه النقطة بائساً وتأكل فقط من أجل ان تملأ فراغاً لديك وتشرب من دون ان تعرف سبباً لذلك حتى انك لا تعرف كم شربت. وهي المسألة عينها بالنسبة الى المخدرات، فقد تعاطيتها سابقاً بكثرة ولكن كانت صحتي على ما يرام. اليوم وحين أجد انني ضجر فلا الأكل ولا الكحول ولا المخدرات تنفع لأن كل هذه الاشياء لم تفدني يوماً.
    وبمطلق الأحوال، يجب ان يكون الانسان ساذجاً للغاية ليترك نفسه وهو في هذه الحال من دون ان يلجأ الى طريقة تساعده.
    او ربما يجب ان نكون أنانيين بقوة، الحياة في الحقيقة هي في مكان آخر. وعلينا ان نعرف كيف نموت، وهذا أمر اساسي. ويبدو ان الموت ليس صعباً الى هذا الحد، انما الاحياء الذين يصعبون فكرة الموت.
    وايضاً.. امواتنا، نحملهم دائماً داخلنا: غيوم، مارغريت، موريس، فرانسوا، باربرا، جان.. كلهم يعيشون داخلي، وطوال الوقت. جان يحضر أحياناً حين أكون اشرب كاساً، مارغريت حين أكون انظر الى بيت، وغيوم حين استمع الى أنواع معينة من الموسيقى.
    جميعهم هنا، وطوال الوقت.
    كانوا احياءً الى درجة لا يمكن ان يمحوهم الموت. وهم يستمرون ايضا لأن كل ما عشته معهم كان ابدياً. أما موتي، فأنا أنظر اليه كسلام جميل. وبشكل آخر، هو مريح ايضا بالنسبة الى الذين يعيشون من حولي. فأنا لا اريد ان اضايقهم في المستقبل وهكذا يستمرون في حبي بعد رحيلي، وبسلام.
    [ بريء
    لفترة طويلة كانت حياتي ملكا للآخرين. كنت أجد سهولة كبيرة في ان اترك نفسي للآخرين والصعوبة في ان انظر الى ذاتي. لم املك يوماً مرآة في منزلي حتى اني لم اكن أطيق ان أبقى وحدي في غرفتي لأستمع الى ضجيجي الذاتي. كان وجودي يزعجني بشكل مخيف، يشعرني بالهلع، او كأنني أصبت بكدمة قوية.
    كنت دائماً اجد الحل في الخروج، وفي التوجه الى الآخرين لأنظر الى حياتهم واراقبها. كان علي دائما ان اعيش خارج نفسي، ان اخرج وأتنقل من مكان الى مكان حتى اشعر بالارهاق، حتى اقع على الأرض من التعب، عندها كنت اشعر بالراحة. كم وقعت ارضا وأنا صبي صغير حين كنت امشي وأمشي من دون توقف، ومن دون اي هدف سوى الهدف الذي تحدثت عنه.
    حالياً، صرت اعرف اكثر كيف اعيش وحدتي (...) خلال عشرين عاما خسرت طناً، ودفعت اكثر من 150 مليون يورو من اجل الضرائب، وعشت المآسي، وتنقلت من بيت الى بيت، وأملك حالياً عدداً كبيراً من الأمكنة التي احتفظ فيها بأغراضي وأثاث المنازل التي تركتها، ولكن لا يهمني على الاطلاق ماذا يوجد ضمن هذه الأغراض، ولا شيء قد يلفت انتباهي.
    كل شيء اصرفه في فعل الحاضر حالياً، في منزلي. وأعرف انه ليس لدي اي خيار آخر سوى ان استمر. علي ان استمر في عيش الحاضر بكل قوته، من دون ان اتعلق بالماضي، ومن دون ان اهتم بالمستقبل. ولكن لاستمر، ربما علي ان امشي بعد وبقوة اكبر، وابعد بكثير من الذي وصلت اليه، وعلي ان امر بأوقات صعبة وصاعقة اكثر، أوقات موجعة تماما مثل تلك التي قد يقطعها الوحوش او القديسون.
    وهذا سيؤمن لي بقائي في الحياة.
    رسالة أحدث
    السابق
    هذه اخر تدوينه
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 facebook:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: جيرار دوبارديو... اعتنقتُ الإسلام بعد استماعي إلى أم كلثوم Rating: 5 Reviewed By: غيوم
    Scroll to Top